بعد البحلقة في الفترة الماضية اكتشفت الاتي:-
ان شبح شارع محمد محمود هو الاكبر.. و ما بعده و ماقبله من اشباح تسكنني و تجعل مني شخص مهجور مرعب احيانا هي مجرد اشباح انست لوجودها ..
لن احكي ما حصل و لن اسرد الاحداث ..ساتحدث عني انا ..لعلي اقدر علي تحلليل اي شئ او اي احساس و ما امر به الان و ما مررت به غريب ..!
احداث محمد محمود تبدا عندي من اليوم الثاني و قد يكون "مفتاح السر" ..مع اني نزلت كل الايام
تاني يوم ..يوم الاحد
الاكثر رعبا بالنسبة لي ..
بعيدا عن الموت و الدم و القنابل ..و بعيدا عن اصدقائي المصابين و المصابين اصدقائي .. بعيدا عن اهلي اللي كانوا مسافرين و مرعوبين عليا ..بعيدا عن الجامعه ..و عن البخاخات و الابيكوجل و الخل و محلول الملح..بعيدا عن الكوفيات التريكو اللي ريحتها معبيه غاز و مابقتش بعرف البسها عشان بخاف منها .. بعيدا عن مسك الغاز اللي مابيعملش حاجه .. بعيدا عن الخيمه اللي عند المجمع ..و صحابي اللي اتعرفت عليهم و اللي متعرفتش عليهم بس عرفاهم ..
بعيدا عن كل ده ..
انا في جزء مني انفصل عني ..و مش ضروري كان فيا بس ضاع ..
جزء داب و جزء تاه و جزء مات ..!
تاني يوم .."نقطة تحول في حياتي "
تاني يوم ده اول يوم اعيط فيه كده قدام الناس و في الشارع و بره الشارع في الميدان و في المترو و في العمارة اللي اتحبست فيها ساعت اقتحام الميدان و في المستشفي المياني و في المسيرة ..
و اخر مرة اعيط فيها لحد دلوقتي ..
دموعي خلصت ع الاسفلت .. و من ساعتها مابقاش في دموع ..من ساعتها مابعرفش اعيط..!
تاني يوم اول يوم في حياتي اخاف كده و اشوف الموت و ميرضاش يخدني و في نفس الموت مايسبنيش ..
و منظر المدرعه و هي جايه عليا و صوت الرصاص و الناس اللي بتقع ..
بعيدا عن كل ده ..
لما فجأة ملقتكش جمبي و بقيت لوحدي في الحظة دي حاجة في مابقتش زي ماهي..
لحظة التفكير بين اني اجري و بين اني مش هلحق يعني اكيد انا مش هبقي اسرع من المدرعه و الرصاص ! ..
و بين ان واحد معرفوش شدني عشان اجري و خلاني انط من فوق سور واعدي الناحيه التانيه عند المستشفي الميداني اللي ورا هارديز ..
و بعيدا عن ان المستشفي اضربت و ان الجيش اقتحم و بين الجري و التخبيط و الزحمه و الرعب و الناس ..
بعيدا عن العمارة اللي دخلونا فيها نستخبا ..
انا كنت بعيط بصوت عالي اوي و في وقت كنت بصوت و لما ركزت اني بصوت سكت عشان انا معرفش انا بصوت ليه !!..
مكنتش فهمه حاجه هو احنا بنجري ليه مانواجه و نموت ..ولا احنا مش عايزين
نموت..؟ بس احنا مش خايفين نموت .. طيب مامتناش ليه ؟!..بس انا جريت ..!
كنت حاسه اني اتكسرت ..
الست اللي معرفهاش اللي شدتني من ايدي اول مدخلت العمارة و اخدتني في حضنها كانت فكراني بنتها اللي مش لقياها .. بعدها جت قاعدت جمبي علي سلم العمارة و حضنتني تاني حضن عمري ماهنساه و هي بتدعي علي كل ظالم بصوت عالي و الناس كلها اللي علي سلم العمارة يأمنوا ..
قررت افتح باب العمارة و اخرج اقف برة و الناس كلها بتزعقلي عشان لما عرفت اكلمك بعد ماموبيلي فصل شحن قولتلي انكوا اتعمل عليكوا كماشة و اني ماخافش و انك هتجيلي ..
طلعت استناك بره عشان انا كنت خايف و عايزاك تيجي و عشان انت ماكنتش هتعرف انا في انهي عمارة ..!
و انت ماجتش ..
و لما الضرب اشتد وكل المحاولات الفاشله اللي الدكاترة عملوها عشان نوصل للمترو عشان نروح..و في الاخر لما الجيش انسحب و طلعنا ..
لما ماما كلمتني عشان تقولي اني وحشتها و اني اخد باللي من نفسي و لما كنت بحاول اتكلم عادي عشان ماتخفش عليا .. لما كلمت اختي من موبيل واحده معرفهاش و كنت منهاره في العياط بقولها ماتجيش ..و هي جت
لما روحت مع ناس كتير اووي معرفهمش عشان محدش يمشي لوحده قيتقبض عليه من المترو.. و انا مكنتش عايزة اروح ..
من ساعتها انا مبقتش انا اللي كنتها ..
انا حتي مابقتش معاك زي ماكنت و بشكل او اخر فضلت الومك جوا نفسي كتير اووي ازاي تسبني و تجري و انا واقفه جنبك و متخدنيش في ايدك ..يمكن الحاجه اللي اتكسرت فيا كانت تفضل زي ماهي ..!
من ساعتها انت متغير معايا و انا متغيرة معاك ..و مفيش حاجه زي ماهي ..
ومن ساعتها و كل المشاعر عندي سواء ..!
الضحك .. والعياط ..اتساوا ..الضحك زي العياط !
فلا بضحك ولا بعيط ..!
حتي عارف لما سبنا بعض بعدها بشهر انا معيطش ..!
ياخوف يكون الحب كمان اتساوا بالكره ..فمعرفتش احبك زي ماكنت ..
ووقفت اتفرج عليك في سكوت و انت بتضيع مني !
الخلاصه : اننا مابنجبش حقهم و مبنحققكش حلمهم ..و بيموتوا زيهم .. و انا لسه فضله !
و دعوتي وسط الصلاة ...
يارب متسبنيش غريب ...
خدني اتونس معاهم ...
كله راحلك الا انا ...
و ان كان في العمر باقي ...
طب فاضللي كام سنه ؟
اسف .. انا مش قصدي اراجعك ..
و الشكوي دي مش كفر مني ..
مش قولتلي ..احكي اللي واجعك ؟..
طلع الكلام كدا غصب عني ..
طلع الكلام ...
اهبل ..و خام ..
عيل عبيط ..
ملهوش لجام..
و العمر دايرة ..
مقفولة صح ..
اولها..
نلقاه ف الختام..*
*مصطفي ابراهيم-شفته?