02 March 2015

يومًا ما يكونُ الحصاد


صارَ التعافي أسهلُ كثيرًا من ذي قبل، صارَت الجروحُ تلتئمُ على عجَل، والقلبُ يُعدّلُ دقّاته وينظّمُها بأسرع من أيْ وقتٍ مضى. 

لم أعُد هشّة، فقد نقلتُ هشاشتي وضعف قلبي إلى خيوط تعلُّقي بهم.
إذ صارَ تعلُّقي هشًّا، يتفتتُ ويتناثرُ ثُمَّ يتلاشى إلى العدم مع أوّلِ سقطةٍ لا تُغتفرُ من الطرف الآخر. 
مرّ شهرٌ وبضعةُ أيامٍ لا أذكُرُ عددها، إذ توقّفتُ عن العَدّ منذُ مرور الشَّهْر الأول على السقوط الأخير والرّحيل الأبديّ. 
خُلِقت الطُرُق كي تتلاقى ثُمَّ تتفرّق وتتشتت. وطريقي ألقى بي في طريقه، ثُمَّ شتته.
صِرتُ أكثر قُدرةٍ على تقبُّل الشتات الذي لا سبيلَ لجمعِه.
ولازلتُ قادرةً على بثّ الحكايا إلى الأرواح القارئة، لازلتُ أقوى على الْكَلِم، ومن أوتيَ الْكَلِم لم يُحرَم ولم تخنُقهُ غُصّة.
اليوم أعيدُ حرثَ قلبي العَجِف، استعدادًا لزرعه بورودٍ لا تُشبهُ تلك التي ذبلت.
ويومًا ما يكونُ الحصاد.

by :hadeer abdullsalam

1 comment:

راء said...

فلنحمد الله على قدرة البشر على اختلاق بدايات جديدة...

رزقنا الله وإياكي واحدة جديدة بنت ناس :)